إليزابيث جورج.
(إليزابيث جورج: صاحبة أكثر الكتب مبيعا في قائمة نيويورك تايمز لعشرين رواية تشويق نفسي، وأربع روايات للراشدين، وكتاب غير روائي، ومجموعتين من القصص القصيرة، وقد كُرِّمَ عملها بجائزتي أنتوني وأغاثا، وترشيحين من إدغار، وجائزتين من فرنسا وألمانيا الأولى لمجال الخيال الإجرامي، بالإضافة إلى العديد من الجوائز المرموقة الأخرى، وهي تعيش في ولاية واشنطن).
في بعض الأحيان، يشعر الناس بالفضول حول كيفية تنظيم الكاتبة ليومها حتى تنجز نصيبها الكتابي، لذا سنوضح في هذا النص الموجز كيف تقوم هذه الكاتبة -إليزابيث جورج- بذلك، أود ألا يكون لدي أي شيء آخر أفعله غير كتابتي، ولكن هذا ليس هو الحال لي وربما ليس بالنسبة لك كذلك، والسؤال هنا، كيف ينجز شخص ما أي شيء عندما يكون لديه سلسلة مكالمات لا تنتهي في ذات الوقت؟
هذه هي الطريقة التي أفعلها: أعمل وفقًا لجدول يومي بسيط، إذ يرن المنبه في الساعة 4:50 صباحًا، وأنتزع نفسي من السرير حينذاك.
في بعض الأحيان يمكنني فعل ذلك بسهولة، وفي أحيان أخرى لا أستطيع، إلا أنه في كلتا الحالتين، أرتدي ملابسي الخاصة بالتمارين الرياضية، أركب دراجتي الرياضية، وبعد ذلك أمارس تمارين الأثقال.
أستحم، أرتدي ملابسي وأحرص على أن أكون أنيقة المظهر، ثم أتوجه مع كلبي إلى مكتبي الذي يبعد حوالي عشر دقائق بالسيارة من منزلي، وبمجرد وصولي هناك، أضع جدولي اليومي أثناء تناولي طعام الإفطار، ويشمل جدولي وقتي الكتابي، وقت دراسة اللغة الإيطالية، والرد على رسائل البريد الإلكتروني، والبريد العادي، وأداء مهماتي، والذهاب إلى المواعيد.
أرتب جدولي بحيث أنهي كتاباتي في الصباح، وأحدد صفحات الكتابة بناء على نوع المهمة الكتابية التي أقوم بها (خمس صفحات في اليوم حينما أكتب المُسوَّدة الأولية، وخمسين صفحة في اليوم حينما أعمل على المُسوَّدة الثانية)، كما أنني أكتب لهدف معين (تحليل شخصيتين، عشر مشاهد تفصيلية، أو كتابة مخططين لتفاصيل الحبكة)، أو أحدد وقتًا، أضبط المؤقت، وأكتب.
أحيانًا أقوم ببعض العمل التنظيمي قبل عملية الكتابة: أرتب جميع صوري، أقرأ الأبحاث التي استخرجتها من الإنترنت، أبحث عن كتب تخص المواضيع التي سأتطرق إليها في الرواية، خلق جو كتابي معين (مثل المدرسة الداخلية في رواية Well-Schooled in Murder أو كلية سانت ستيفن في جامعة كامبريدج في رواية For the Sake of Elena)، ولكن في جميع الأحوال، أُبقي على التزامي بجدولي وأنجز العمل المقرر علي.
آخذ أوقات راحة قليلة جدًا غالبًا لأنني أكتب في مكان منعزل وصامت إلى حد كبير، قد أنهض وأتجول، أخرج إلى الشرفة وألقي نظرة على المنظر أمامي، وفي مرات نادرة، أنزل إلى المقهى وأحتسي كوب قهوة لاتيه.
في حال سفري إلى مكان آخر، فإن جدولي الكتابي يسافر معي!، فأنجز نصيبي الكتابي في الصباح الباكر غالبًا قبل أن أقوم بأي شيء آخر في الرحلة.
حينما أكون أعمل على كتابة رواية، فإنني أكتب خمسة أيام في الأسبوع، وأتوقف عن الكتابة في عطلة نهاية الأسبوع، والرابع من تموز/ يوليو، ويوم عيد الشكر، ويوم عيد الميلاد.
عطلة نهاية الأسبوع هي الوقت الذي أقضيه مع زوجي، أو في الاسترخاء، أو القراءة، أو لقاء الأصدقاء، أو الخروج لتناول العشاء، أو الذهاب إلى المسرح أو الحفلات الموسيقية، أو المغامرات، أو تجربة أنشطة جديدة أو استكشاف منطقة شمال غرب المحيط الهادئ، أو أخذ الكلب إلى متنزهات الكلاب أو أماكن أخرى تستمتع بها.
اتباع هذا الجدول، انتهى بي إلى كتابة رواية!
ذات مرة، قال لي شخص كنت أدرسه بنوع من السخرية حينما حدثته عن حياتي الكتابية: "هذا لا يبدو ممتعاً".
أجبت بالقول إن "التزلج ممتع، ركوب الألعاب الدوارة أمر ممتع، ركوب الأمواج ممتع، والتسوق مع الصديقات ممتع. . . لكنني لا أحتاج أن تكون مهنتي ممتعة، بل أحتاجها أن تكون متحدية لي ومرضية جدًا، وبالنسبة لي، المرح أمر زائل، لكن الرضا عادة لا يكون كذلك".
ترجمة: عبير علاو.
تدقيق لغوي: مؤمن الوزان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق