هيلدا دوليتل (1886-1961)
ولدت هيلدا دوليتل الملقَّبة بـ "التصويرية المثاليّة" في بيثليهم Bethlehem - بنسلفانيا في العاشر من أيلول/ سبتمبر عام 1886. انضمت إلى كلية برين ماير وكانت زميلة لـ ماريانا مورو (شاعرة أمريكية)، والتحقت بعدها بجامعة بنسلفانيا حيث تعرَّفت على عزرا باوند وأصبحت خليلته وللشاعر الآخر وليام كارلوس وليامز.
ارتحلت إلى أوروبا في عام 1911 بنيِّة قضاء الصيف هناك، لكنها بقيت بعيدة عن الوطن لآخر حياتها. تنامت أهمية هيلدا وباوند خلال هذه الأوقات سريعا وأصبحا رائدي حركة التصويرية الشعرية رفقة الشاعر ت. ي. هيوم Hulme، وف. س. فلنت، وريتشارد ألدينغتون، وآخرين. نالت بعضًا من بواكير قصائدها الاعتراف حين نُشرت من قبل هاريت مورنو في عام 1913.
تزوجت هيلدا في عام 1913 ريتشارد ألدينغتون، ورزقا بعد بسنتين بطفلة. انضم بُعيدها ألدينغتون إلى الجيش البريطاني للخدمة في الحرب العالمية الأولى. وفي المرحلة التي تلت مغادرة زوجها، شغلت هيلدا منصبًا مساعدة محررة لمجلة The Egoist*. نشرت هيلدا في عام 1916 "حديقة البحر Sea Garden"- أول مجموعة شعرية لها.
قُتل أخوها في شجار عام 1918، وفي ذات السنة بدأت هيلدا علاقة غرامية سحاقية مع الروائية آني وينيفريد إيليرمان، التي كتبت باسم Bryher، وعاشت الاثنان معًا قرابة أربعين عاما.
تميّز شعر هيلدا بالقوة الشديدة لصورها الشعرية، وإيجاز اللغة، واستثمار الميثولوجيا الكلاسيكية. لم تنل قصائدها تقديرًا واسع الأفق والإشادة خلال حياتها، ومن أسباب هذا ارتباط اسمها بالحركة التصويرية في حين أن صوتها الشعري نما بعيدًا عن حدود الحركة، والشاهد على هذا أعمالها الطويلة مثل Trilogy و Helen in Egypt. كما يمكن أن يعود رفضُ هيلين الشاعرة إلى أن القرّاء لم يكونوا مستعدين للاستجابة مع المبادئ النسوية القوية التي أفصحت عنها في أعمالها. قالت عنها الشاعرة الأمريكية Alicia Ostriker: "أصبحت هيلدا دوليتل في آخر مسيرتها الأدبية لا مجرد أفضل شاعرة موهوبة لبلدنا بل وواحدة من أكثر الشعراء أصالة -كلما قرأت لها فكرتُ بهذا- في لغتنا".
ماتت هيلدا في زيورخ - سويسرا في السابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر 1916.
نشرت هيلدا عددا من الدواوين الشعرية من ضمنها:
Flowering of the Rod.
Red Roses From Bronze.
وكتبت النثر منه كتاب Tribute to Frued، ونُشر لها بعد وفاتها كتاب "Helen in Egypt".
من شعرها:
حورية الجبال
(أشهر قصائد هيلدا)
دُرْ أيها البحر
دوِّر صنوبراتك المُستدقَّة
انثر صنوبراتك الكبيرة
على صخورنا
اقذفْ خُضرتكَ علينا
وغطِنا بنباتات التنوب
**
البركة
هل أنت حيٌّ؟
ترتجف مثل سمكة بحر
أغطيك بشبكتي
ما أنت؟ سمكة مُلوَّنة
____
* المجلة التي نشرت رواية "صورة الفنان في شبابه" لجيمس جويس ما بين عامي 1914-1915، وكانت هاريت شاو ويفر رئيسة التحرير والمالكة، وقد غيّرت اسم المجلة باقتراح من عزرا باوند من The Freewoman إلى The Egoist.
***
ريتشارد ألدينغتون (1962-1892)
وُلِدَ ريتشارد ألدينغتون باسم إدوارد غودفري ألدينغتون في الثامن من تموز/ يوليو 1892، في هامبشاير- إنجلترا. درس في كلية دوڤر وجامعة لندن، وأصبح صديقا لعزرا باوند ومن أوائل أعضاء الحركة التصويريّة، نشر مجموعته الشعرية "Images Old and New" في عام 1916.
تزوج في عام 1913 من الشاعرة هيلدا دوليتل، الشخصية المهمة في الحركة التصويرية، ثمَّ انضمَّ ألدينغتون إلى الجيش البريطاني في عام 1916 وخدم ضمن فوج Royal Sussex في فرنسا. انتهى زواجه من هيلدا بالطلاق بعد ربع قرن في عام 1938.
بدأ ألدينغتون بنشر قصائد الحرب في شباط/ فبراير 1918، وكتب في رسالة إلى صديق: "قد يبدو لكأني كنتُ مريضًا بشكل جنوني تقريبا في قصائد الحرب هذه… لا يمكنك أن تعلم ولا أن تفهم حيث أنت الآن الحالة العقلية للجندي وما ينتابه من التحطيم العميق للأعصاب، والتوتر الشديد، وحِدَّة الإحاسيس".
نشر بعدها عدة مجلدات شعرية من ضمنها: The Complete Poems of Richard Aldington (A. Wingate, 1948), Exile, and Other Poems (G. Allen & Unwin, 1923), and Images of War (G. Allen & Unwin, 1919).
عُرف أيضا برواياته من ضمنها : Death of a Hero، والسير الذاتية وأشهرها لورانس العرب
(Lawrence of Arabia (1955. تُوفي ألدينغتون في السابع والعشرين من تموز/ يوليو 1962 في فرنسا.
من شعره:
صور
I
مثل جندول فواكه خضراء عَبِقة
منجرفًا طوالَ قنوات البُندقية الرطبة
أنتِ أيتها البهية!
يا من دخلتِ مدينتي المعزولة
II
يثبُ الدخان الأزرق
مثل دوامات غيوم من الطيور تختفي
يثبُ حبي إلى الأمام تُجاهكِ
يختفي ويتجدد
III
قمر زهري أصفر في سماء شاحبة
حين يكون الغروبُ ذا لون قرمزي باهت
في الضباب وسط أغصان الأشجار
فأنتِ الفنُ في نظري يا محبوبتي
IV
شجرة زان فتيّة فوق حافة الغابة
تقف هادئة في المساء
رغم اهتزاز كل أوراقها بنسمة هواء
وتبدو خائفة من النجوم-
أنتِ كذلك هادئة وكلُّكِ ارتعاش
V
الأيائل الحمراء تعلو فوق الجبل
هناك خلف أشجار الصنوبر الأخيرة
وهرولتْ رغباتي معها
VI
الزهرة التي هزّتها الريح
امتلئتْ بَعدها بالمطر مجددا
هكذا يمتلئ قلبي بالدموع على مهلٍ
يعلوه الزَبَد، وريح حقول الكروم
حتى تعودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق