المشاركات الشائعة
-
عنوان شاعري لكتاب أحد أعلام النقد الفرنسي في القرن العشرين رولان بارت، فما الذي توحيه لنا كلمة لذة أي شعور تبعثه فينا، أي أحساس تثيره؟ ...
الأحد، 28 أبريل 2019
طشّاري - إنعام كجه جي.
الاثنين، 22 أبريل 2019
رجل المَعقِل العالي The man in the high castle
بلقيس الكثري.
كيف تضيف التغيير على حياتك بعادات بسيطة - جينيفر دافي.
الأربعاء، 17 أبريل 2019
كيف يمكن للمرء أن يكون متأكداً من أنه ليس يحلم؟
ما هي الأحلام؟ وماذا تقدم لنا؟ سؤال قديم وجذاب كقدم الكلمة المكتوبة بحد ذاتها. رأى فرويد الأحلام وسيلة يحقق بها الإنسان نائما ما لا يستطيع تحقيقه وهو يقظ. وعند فروم، كائنا ما كان الدور الذي يقوم به الحالم أثناء حلمه، فإنه هو الذي يبتدع هذا الحلم. إنه حلمه هو، وهو الذي ابتدع حبكته ولا أحد سواه، وبالرغم من أن الأحلام لها صفات عجيبة، فهي لا تخضع لقوانين المنطق التي تحكم فكرنا أثناء اليقظة. كما أنها تجهل مقولتي الزمان والمكان جهلًا مطبقًا، ويتصف الحلم أيضًا بأنه يبعث في الذهن أحداثًا وأشخاصًا لم يسبق لها أن خطرت للحالم ببال منذ سنوات طويلة، ولم يكن له أن يتذكر وقائعها في حالة اليقظة أدنى تذكر. ووجد كارل يونغ فيها - الأحلام- طريقة تسهم في صنع العالم الخارجي، فيما تستشف المستقبل البعيد وتسوق الإنسان سوقا نحو تحقيقها.
ولكن، أحد أدق وأهم التفسيرات ارتباطاً بالأحلام، ودورها في الإعمال الفنية هو ما كتبه كارل يونغ: " إن أحلامنا وكوابيسنا هي ذاتها أحلام الناس الذين عاشوا منذ آلاف السنين وكوابيسهم". لهذا، فإنه ليس من النادر أن يشعر الأديب أو الفنان بأنه يكتشف أن عمله، قد سبق وأن حلم به من قبل. لأن الأديب يخضع حين يكتب أعماله لإرادة أخرى تختلف عن إرادته الشعورية. هكذا صنع الإنسان الطائرة وطار بعد أن ظل "يحلم" بالطيران مئات القرون.
هل ننتهي من هذا إلى أن العمل الفني نتاج مميز، بل هو نتاج كلي للأحلام؟ وأن على الإنسان أن يستمر في الأحلام حتى لا يفسد الأمور؟ وأن الأحلام، هي أنسب الحالات للإبداع؟. لقد دافع فلليني عن نظرية يونغ بتحمس شديد، كما هو الشأن في افتتاحية مذكراته، سنجد قطعة أدبية جميلة عنوانها " الأحلام هي الحقيقة الوحيدة". كما نجد فيها العناصر التوضيحية لبعض الأفلام التي أخرجها فلليني، والتي أراد فيها أن يثبت وجوده إزاء وجود الأحلام.
وإذا صدقنا ما يقوله يونغ، وما صنعه فلليني، نرى أن الأحلام كانت إلى ذلك الوقت، لا تستطيع أن تميز أن كانت هذه، ذكرياتي أنا أم ذكريات إنسان آخر، فُرضت عليّ، كما هي حال أكثر ما نتذكر. وأيضا، حقيقة أن الأفكار تأتي في الأحلام، ولا نعرف كيف أو لماذا أتت، فإن الإبداع يظل متوقفاً على شيء لا نتحكم فيه. وإن هناك خوف دائم من أن يذهب، مثلما جاء، مكتنف بالغموض.
ومن بين جميع أفلام فلليني الوحيد الذي ناقش الأحلام، فيلم eight and half. يقول فلليني: "حلمت مرة أنني كنت أُخرج فيلماً، وكنت أصرخ، ولكن من غير تصويت، وكنت اصيح من غير أن يصدر عني شيء. كان الممثلون والتقنيون منتظرين تعليماتي". يعرف كل من شاهد الفيلم، أنه عبارة عن سيرة ذاتية لمخرج يدعى "جويدو"، يعاني من العجز المهني، والتي تهدد كل المبدعين، حيث يجتمع حول جويدو الممثلون والتقنيون في مكان واحد منتظرين إفصاحه عن سيناريو الفيلم، وتوزيع الأدوار.
يبدأ الفيلم بكابوس مريع. حيث يجد جويدو نفسه مختنقًا في إحدى السيارات وسط زحمة الطريق. ثم يطير في السماء و هناك شخصان على الشاطئ أحدهم يمسك به بحبل مشدود في قدمه، والآخر يأمره بالنزول، وينتهي الحلم. ولا يتوقف الفيلم هنا، بل ينتقل إلى تمثيل الأحلام على أن للعقل تاريخ تطوري طويل يجره خلفه. إذ لا يمكن أن تكون الأحلام ناتجًا بلا تاريخ، فالاحلام ترجع إلى الماضي من خلال اللغة والموروثات الثقافية.
وهذا يبدو جلياً من خلال الحلم الثاني، الذي قدمه فلليني. حيث يحلم جويدو بجمع كل النساء في حياته الماضية والحاضرة، في وئام. وإن نساءه يحببنه إلى حد يمكن معه أن يرغبن في الإشتراك فيه، وأن يفهمن أن كل واحدة منهن تمثل مرحلة معينة من حياته، ومشاعر متباينة. ثم تحول الحلم مع نزول "جاكلين" من الأعلى وتمردها على جويدو، كان واضحًا أننا امام تمثيل لقصة إبليس والله. ومن هنا يتحول الأمر إلى الرموز التي تحدث عنها يونغ في الأحلام، بوصفها مستودعا للذكريات الموروثة من الماضي. هذا الماضي الذي يشمل تاريخ الإنسان الديني والأساطوري.
وفي الحلم الأخير، بعد مرور الوقت، نجحوا. كل الممثلين والتقنيين، في الضغط على جويدو للكشف لهم عن السيناريو. كان جويدو مندهشًا من الأحداث التي سيق إليها، فقفز إلى وسطهم وقتل نفسه. وبعد موت جويدو، تواصلت المقاربة مع إعلان نيتشه عن موت الإله، نحن من قتلنا الإله.
في الفيلم يبحث البطل عن نفسه، ويقرر أن يخرج فيلمًا، وبعد ما يقارب عشرين عامًا من الإخراج، يكتشف أنه لا يملك أي فكرة. وفي الأحلام، يجد جويدو نفسه هو الرب، وأن هذه الإحالة المتواصلة بينهما هي اللعبة الأثيرة في هذا الفيلم.
وينسج فلليني حول هذا الموضوع جميع مفارقاته عن مصير الإنسان. حيث ينتهي إلى اعتبار كل المجهودات لإدراك معنى الوجود، دائما ما تنتهي بالفشل. وإن الرب نفسه، لا يملك أي فكرة تشكل مفتاحاً لفهم وجودنا. لأن الله فنان خلاق، وفي نشاطه الإبداعي يتملكه العجر المهني، شأنه في ذلك شأن المبدعين. وعندما أدرك الإنسان موت المعنى، مات الإله.
من الصعب التحدث عن الفيلم بأكمله، فهناك بالإضافة إلى ما ذكرت، العلاقة بين جويدو ولويزا، وما كان بينهما، وما تبقى من تلك العلاقة. والمشكلة التي يعاني منها جويدو، وهو أنه محاط بالنساء، وأنه لا يجد في كل واحدة منهن امرأته، ومن جهة أخرى، تعتقد كل امرأة منهن أنه رجلها.
في النهاية، أود أن أشير إلى أن مكان الحلم الأول، هو ما إنتهى به المخرج. أما في ما يخص إختيار فلليني إلى(ثمانية ونص) عنوانا للفيلم. أظن أن هذا العنوان يشير إلى عدد النساء الذين تقدمن للحصول على دور في الفيلم، ولا دخل لتجربة فلليني الإخراجية بذلك. في مذكراته يذكر فلليني أن هناك أسطورة تقول: " إن الزواج يصنع من الاثنين واحدًا. والأمر ليس كذلك، إذ أن الاثنين قد يصبحان اثنين ونصف واحد، أو ثلاثة، أو خمسة، أو أكثر".
لنا جعفر.
السبت، 13 أبريل 2019
فلم الصمت
"سيظهر هذا الفيلم العذاب بين الجسم والروح حين يكون الله غائبا". بيرجمان.
دائما نجد بعضا يميز بين الفنون ويفاضل بينها أو بعبارة أخرى يفترضون أن بعض الفنون ليست ذات منفعة أكيدة،كثيرون يسألونني باستخفاف مستفز ما الفائدة من مشاهدة الأفلام أو قراءة الكتب أو الإستماع للموسيقى أو توصيفمركز للوحة فنية، أحيانا أجيبهم إجابة الشخص المولود بالدهشة أجيب بصدق وأثمن كل ما تمنحه هذه الفنون منإفادة وقد أستطرد موضحة ما قد تضمنه من حياة توازي حيواتنا وأحيانا أكتم السؤال الحقيقي والذي من المفترض أنيطرح بالمقابل، ما الفائدة من إجابة سؤال كهذا؟
نحن نخشى أن نخرج من ذواتنا بل نخشى أن نفهم هذه الذات واحتياجاتها الفعلية، نربكها في رغبات سطحية لنتجاوزرغباتها الصادق، نعيش في ازدواجية ذاتية تحرمنا من النظر بعمق لأقصى زوايا شخصياتنا فنفضل بالتالي العتمة والكذب، نحن كاذبون جدا فيما يخص رؤيتنا لأنفسنا وهذا ينعكس على رؤيتنا للآخر ورغبتنا في معرفة الآخر، كاذبونجدا في الحدود التي تفصلنا عنه والتي ندعي بصفاقة أننا نعمل بجهد وبشكل يومي على تجاوزها والاقتراب منه، كلمحاولاتنا الكلامية في فهم الآخر ليست سوى مواجهة مع الذات وصدامات داخلية، الآخر هو نحن الآخر هو أنا الآخرليس سوى مرآة متى دققنا فيها أكثر نكتشف ذواتنا أكثر وأكثر لهذا نتفادى المرايا واللغة ضمن هذه المتاهة ليست سوىوسيلة مبتذلة لوصف هذه المعركة حين تلتقي الذوات محاولة تجاهل الفردانية.
إن الفنون ليست إذن سوى إنعكاس لمرآة من تلك المرايا الكاشفة للذات، لكن بشكل أكثر خصوصية أو بمعنى آخر أكثرسرية وأكثر إنكفاء على الذات فالآخر هنا قد يكون جمادا منتهيا لا سلطة يملكها عليك إلا بالإشباع وقد يكون متحرك لكنهذو بعد كوني يهتم بك لكنه يجهلك، محاورة أبيقورية ناجحة نخوض بها التجربة متأكدون أن أقصى ارتجاجاتنا ستعودإلينا ولن نفرط بها لغيرنا.
تبدو مقدمة طويلة لفيلم سينمائي وقد يتساءل بعضكم ما علاقة كل هذا بالفيلم، لا أستطيع أن أجزم بالعلاقة بين فيلممعنون بالصمت وبين الضجيج الذي خلفه في ذهني بعد الإنتهاء منه، عموما فلنرجع لفيلم الصمت إحدى روائعبرجمان والسينما العالمية أنتج سنة 1963، ويدخل ضمن ثلاثية صمت الله (من خلال زجاج معتم - ضوء الشتاء - الصمت) تعتبر أفلام بيرجمان قمة في العمق والأكثر غورا في نفسية الإنسان يتبنى ثيمات أساسية تتمحور حولالوجود، الموت، الإنسان، الخوف، الوحدة.. ولا يخرج فيلم الصمت عن هذه التيمات، فيلم وجودي عدمي أبوكاليبسي، الصمت هو السيد في هذا الفيلم وحين نقول الصمت نقصد به عجز اللغة وتعثر الحوار وانتفاء التواصل بينالشخصيتين الأساسيتين أستير، المثقفة والمريضة التي تمثل الوعي والعقل الصارم، وآنا، الأم المتحررة الأصل والحقيقة،تشعر كل شخصية أنها انطوائية تعيش في محاكمة ذاتية وجلسة مغلقة تحاسب ذاتها لكنها تخشى أن يخرج صدىالحكم ليصل إلى للآخر هذا الصراع الذاتي والمحاولة المستميتة والعاجزة لتجاوز الذات بما فيها من عيوب والإرتقاءلمصاف الشخصية السوية الفخورة المتبرجة بهدف الوصول إلى الآخر تنتهي دائما بالسقوط والفشل، هذا الفشل الذييعود مجددا للحليف الدائم الصمت المكون الأساسي للعزلة.
الصراع بين الأختين يبدو صراعا عاطفيا بين مد وجزر، والطفل الباحث عن المعرفة الفضولي ليس سوى الشرارة الناتجةعن هذا الصراع والباقية عليه متأججا، الطفل التائه بين ممرات القطار وبعدها الفندق يرمز للبحث عن العمق عن ماتخفيه كل الممرات والأبواب هو المفتاح بشكل من الأشكال الذي يساعدنا على فهم ماهية الصراع. يعمل بيرجمانسينمائيا وكأنه يعزف نوتة موسيقية ترتفع إيقاعاتها وتنخفض مع المضي في الأحداث الصمت الذي يرافق الشخصياتفي الفندق يناقضه الصخب خارج الفندق صخب يعزل الذات ويمنعها من الإصغاء و التأمل، ركز بيرجمان في تفاصيلهذا الضجيج الذي لا يكاد تخلو منه حيواتنا العادية لكننا لم نره بهذه الشدة التي صورها بيرجمان بحكم الاعتياد أوبحكم النفي المتعمد كطريقة حياتية، يعتمد الفيلم كذلك على الرمزية التجريدية في التصوير والصوت الدبابات، دقاتالساعة ، صور الجنازة، الأقزام والمسرح، باخ، الرسالة ولقطة الاغتسال كلها صور تحدث بلبلة بذهن المشاهد الذي يحاولجاهدا فهم المغزى وتفسيرها ضمن سياق الفيلم وهي تبقى بالتأكيد إيحاءات وجودية عن اليقين والشك ولعل لقطةالاغنسال مريحة كنهاية لهذا الصراع بين المشاهد و المخرج.
يبدأ الفيلم بقطار لا نعلم من أي محطة انطلقت رحلته وبأي محطة المفترض أن تنتهي الرحلة، في المقطورة نتعرف علىالشخصيات الأساسية الثلاث ويطغى الصمت ويبدو المشهد متوترا وعلى صفيح ساخن توحي بذلك آنا بالتذمر منالحرارة المفرطة (وهنا سنلاحظ أن النهاية ستكون مختلفة ومناقضة لهذا المشهد) ويطغى الصمت، تبدو أستير شاردةبعينيها المغمضتين في حين تتأملها آنا ثم تتجاهلها تشعر أستير بالمرض فيضطرون للتوقف بمحطة لا نعلم هويتهاويستأجرون غرفتين بفندق نجهل معالم الفندق ونتعرف بالفندق على عجوز يقوم بخدمة الأختين وأستير بالخصوصوأقزام مهرجين بمسرح، العزلة التامة تقهر الأختين ليكون الفندق جحيما حقيقيا مع اللغة المجهولة للمدينة التي نعرففقط اسمها Timoka عزلة مركبة، انقطاع السفر وعزلة اللغة والفندق كانت الشرارة التي فجرت الوضع بين الأختين لتتمالمواجهة المكشوفة بينهما وتزيل كل أخت قناعها تبدي آنا رغبتها الجلية بالانفصال عن أختها والعيش بطريقتها دونقيود بل تجاوزت رغباتها إلى تمني الموت لأختها تغادر تاركة أستير وحيدة بالفندق وتمضي في رحلتها بدون وداع، وتبقى أستير وحيدة مع اختناقاتها المستمرة وعزلة الفندق وخادم لا يفقه لغتها ولم تعد أستير راغبة في شرح نفسهابالإشارات وكأنها استسلمت لهذه العزلة التي قد تنتهي بالموت بعيدة عن وطنها وهويتها والجذور التي سببت هذهالأزمة.
برجمان في حديث مع الصنداي تايمز فسر فيلمه هذا (وأجد الأمر قاتلا لمتعة الفيلم) أكد ان الفيلم يتحدث عن الحبالديكتاتوري وحب التملك وهذا النوع من الحب يقود إلى الموت، بالنسبة لي لم تكن أستير وآنا إلا وجهين لشخصيةواحدة الوعي واللاوعي صراع بين القيم والرغبة بين العقل والفطرة، والصراع أيا كان المنتصر فيه سيكون انتصارامهزوما لإخفاقه في وصف الذات الكامل.. يبقى وصفا أعرجا، والاغتسال في آخر لقطة لآنا محاولة أخرى لإيجاد سبيللتطهير الروح، الروح Hadjek كانت آخر كلمات أستير للطفل للمستقبل في رسالة كتبتها له قبل مغادرته بعد أن قرأتهاآنا اغتسلت بالمطر وهنا تبدو نهاية مناقضة للبداية التي بدت فيها آنا مختنقة بالحرارة وبخطاياها.
إيمان العزوزي.
افتتاح موقع قرطاس الأدب
افتتحنا موقع قرطاس الأدب ويمكنكم قراءة آخر مقالاتنا المنشورة عبر موقع قرطاس الأدب
-
عنوان شاعري لكتاب أحد أعلام النقد الفرنسي في القرن العشرين رولان بارت، فما الذي توحيه لنا كلمة لذة أي شعور تبعثه فينا، أي أحساس تثيره؟ ...
-
رواية عوليس كتبها الروائي الأيرلندي جيمس جويس، ونُشر الكتاب كاملًا لأول مرة في عام 1922. تعتبر الرواية عمومًا قطعة فنية نادرة من حيث...
-
يقول محمد حسين هيكل في مقدمة الرواية في طبعتها...