تقديم ردود فعل سلبية مهارة تتطلب الممارسة، ولحسن الحظ في عام 1936 قدم لنا ديل كارنيجي بعض النصائح التي يمكنها مساعدتنا في هذا الطريق.
كيتلين شيل
سواء كنت في موقع قيادي أو بدأت مهنتك للتو، سيأتيك يومًا ما ذلك الوقت الذي يتعين عليك فيه تقديم بعض التعليقات أو الملاحظات السلبية وهو أمر حساس ودقيق للغاية فحتى لو كنت تبذل قصارى جهدك لتقدم رأيك بطريقة بناءة ولطيفة؛ فإن تفكير الآخرين سرعان ما يتجه إلى زاوية تحمل معنى سيئًا لما قلته دون أن يعون أنهم يقومون بذلك حقا.
ولحسن الحظ هنالك طريقة فعالة منذ 1936 تساعدك كثيرًا للتحكم في هذا الأمر.
في ذلك الوقت -1936- كان ديل كارنيجي المحاضر المحترف ومؤلف كتاب "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين" قد بلغ أوج شهرته وبرز بروزًا مذهلًا في مجاله، وكان يقول حول هذا الأمر:"بدلًا من أن تقدم انطباعاتك للآخرين، حاول أن تساعدهم في الوصول إلى رؤاهم الخاصة."، ويؤكد كارنيجي على أن توجيهنا أنظار الآخرين إلى أخطائهم لا يشجعهم على تغيير سلوكهم ولا يساعدهم على تعلم أي شيء، إذ إنه في المقام الأول تتحكم "العاطفة" بالآخرين أكثر من "السبب" ولذلك حتى عندما تبدو ملاحظاتك أو انتقاداتك مبررة فلا يعني ذلك أنه سيكون لها التأثير المقصود، فالشخص الذي تقدم له ملاحظاتك السلبية تجاه أفكاره سيتعامل مع ذلك كنوع من "الهجوم" الذي يتعرّض له وقد يستمع إليها وكأنها "إهانة" سيتجاهلها بعد أن تفرغ من حديثك بغض النظر عن مدى كونها جيدة أو مهمة من أجل ذات الموضوع.
و مما لا يثير الدهشة أننا جميعًا نعلم أن الموقف الدفاعي في هذه الحالة ليس صحيا ولن يفيد بشيء، لذا بدلًا من تقديمك ملاحظاتك وآرائك المخالفة لآراء من أمامك، فإنك ستحقق أداء أفضل بكثير من خلال مساعدتك للشخص على رؤية أخطائه بنفسه، ويوصي كارنيجي بأن أجدى طرق التغيير في الناس وأيسرها تكمن في توجيههم نحو رؤاهم الخاصة فيما يتعلق بتلك المسألة.
وأفضل طريقة لتوجيه الآخرين نحو مواطن الخلل في الأفكار يكون بأن نغذي إحساسهم بالاستقلالية، فعلى سبيل المثال إذا كنت تريد مساعدة زميل في العمل لحل مشكلة معينة، بدلاً من أن تسأله:"لماذا هذا الخطأ؟ ما هي المشكلة؟" أعد طرح السؤال بطريقة أكثر إيجابية، فبإمكانك أن تقول: "أنا متأكد من أنك بذلت قصارى جهدك في هذا الشأن، دعنا نعمل معًا ونرى ما إذا كان بإمكاننا إيجاد طريقة لإنقاذ الوضع."
باستخدام هذه الطريقة؛ يتبخر الموقف الدفاعي، وبدلاً من أن تكونا في ديناميكية الفنان والناقد أو الطالب والمعلم، تصبحان حلفان متساويان يجلسان بهدوء لحل مشكلة معًا.
ترجمة: عبير علاو.
تدقيق لغوي: مؤمن الوزان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق