مايكل بننجر*
أشعلت ماري كوندو ثورة الترتيب، ولكن لماذا نكتفي بإشعال جذوة الفرح هذه في ترتيب المنزل فقط؟
هنا نقدم لك أفضل الأفكار من مجموعة من الخبراء حول كيف تنقل ذلك التنظيم إلى حياتك.
إذا قمت بتسجيل الدخول إلى نتفليكس قبل بضعة أشهر، فهناك فرصة جيدة لاستقبالك بابتسامة من ماري كوندو -مؤلفة ياباني ومستشارة في التنظيم- إذ تم عرض مسلسلها التلفزيوني الجديد لأول مرة في يناير والذي بعنوان Tidying Up with Marie Kondo.
ويركز البرنامج المستوحى من كتابها الذي نشر عام 2015، The Magic Changing Changing of Tidying Up على لقاءات لكوندو مع العائلات والأزواج الذين يسعون لأن يصبحوا منظمين بشكل أفضل، وبتعبير أبسط، تقوم منهجية كوندو "KonMari" بالحفاظ على الممتلكات التي "تثير الفرح" في نفسك بينما تترك تلك التي لا تحدث أي تأثير، هذا السلوك التنويري تجاه الممتلكات -مقترنًا بتفاعل كوندو المحبب مع ضيوف الحلقات- دفع بالبرنامج لاكتساب نجاحٍ فوري في شتى أنحاء العالم.
حفّز كتاب كوندو وبرنامجها التلفزيوني ملايين الناس على تبني مفهوم الترتيب، والآن، يشارك مؤلفون آخرون وجهات نظرهم الفريدة بشأن التنظيم، بما في ذلك جريتشن روبن في كتابها الجديد "النظام الخارجي، هدوء داخلي" "Outer Order, Inner Calm"، روبن التي سبق أن تناولت موضوع التنظيم في كتابها الذي صدر عام 2012 "Happier at Home" تتعمق في الموضوع بشكل أكبر في كتابها الأخير، والذي يتناول أيضًا العديد من فوائد "التخفف" من الأشياء غير الضرورية.
فوائد التخفف
يقدم التخفف العديد من الفوائد، كما تلاحظ روبن في "Outer Order, Inner Calm"، بما فيها تحريرنا من الحالات الذهنية المحاصرة وغرس الشعور بالتحكم في مجالات أخرى من الحياة، وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن الفوضى الكبيرة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الرفاهية الشخصية، في حين أن الانتظام الشعوري النفسي يؤدي إلى اتخاذ قرارات صحيحة.
ولكن لماذا استغرق الأمر حتى عام 2019 لإعادة توجيه الدفة نحو الترتيب وتخطي موجة #OrganizationPorn في الانستغرام؟ ما الذي يكمن وراء هذا الانبهار الجديد في أن تصبح منظِّمًا أفضل، ولماذا -على وجه الخصوص- ضربت هذه الممارسة على الوتر الحساس لكثير من الأميركيين؟
ربما يكون ذلك استجابة لحقيقة أن الأمريكيين غير راضين وسعيدين مقارنة عما كانوا عليه في السنوات الماضية، وقد تم ربط الفوضى بمستويات عليا من عدم الرضا عن النفس، أو ربما يكون السبب في ذلك تغير المناخ وعدم الاستقرار السياسي، والأهم من ذلك، نهاية مسلسل صراع العروش الذي جعلنا نعيش في أوقات غير مستقرة، خلال هذه الفترات، يمكن أن تقلل السلوك الطقائسية -مثل الترتيب- من القلق من خلال السماح لنا بممارسة بعض أشكال التحكم في حياتنا.
بصرف النظر عن السبب الذي يجعل الترتيب موضوعًا ساخنًا هذه الآونة، فإن الاتجاه يمتد الآن إلى ما وراء الحجرات وأسطح المنازل إلى مناطق أخرى من حياتنا، في الواقع، يسعى بعض الناس إلى جني المزيد من فوائد التخلص من متعلقاتهم عن طريق دمج مبادئ التخفف في الجوانب الأخرى من حياتهم اليومية.
التخفف العميق
أدت شعبية أسلوب KonMari لتقييم العديد من الأفراد مجالات أخرى من حياتهم والقضاء على العناصر التي لا تثير الفرح، من الحسابات البنكية والتقويمات إلى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وحالات التفكير، إذ يهدفون إلى إلغاء الفوضى من حياتهم وتقليل تواجدها.
من بين المؤيدين الرئيسين لهذه العملية البروفيسور كال نيوبورت، مؤلف كتاب "العمل العميق" الذي صدر عام 2015 والذي حمل كتابه الجديد عنوان "التصور الرقمي: اختيار حياة مركّزة في عالم صاخب"، بالإشارة إلى ماري كوندو، يشجع نيوبورت أفراد المجتمع الحديث على تحقيق مستويات أكبر من السعادة من خلال تخفيف علاقاتهم مع المجالات الرقمية، بما في ذلك البريد الوارد، والهواتف الذكية، وشبكات التواصل الاجتماعي.
يرشد كتاب "التصور الرقمي" القراء لتبسيط مساحاتهم على الإنترنت من أجل أن يصبحوا أكثر فعالية في العمل، وفي الحياة بشكل عام، فدعى نيوبورت إلى بدء "تخفف رقمي كامل" لمدة 30 يوما، والذي يختلف عن التخلص من السموم الرقمية -الديتوكس الرقمي-، لأن التخلص من السموم يقودك في نهاية المطاف إلى عاداتك الأولية.
لا يعد نيوبورت المؤلف الوحيد الذي يقترح طرقًا للعيش بشكل أفضل من خلال العيش مع أقل الأشياء، ونظرًا لأن عملية التخفف أخذت مؤخرًا تعريفًا جديدًا بشكل أوسع، فقد تطورت لتصبح ممارسة تدور حول أكثر من مجرد إيجاد أفضل مكان لوضع ممتلكاتك.
نمو التنظيم
إذا كنت مهتمًا بتجربة المزيد من الفوائد التي تنهال عليك حين تصبح منظمًا أفضل، فإليك بعض الاقتراحات التي قدمها أفضل كتاب هذه الأيام:
ضع قائمة لكل ما في عقلك
في كتاب The Magic-Changing Changing of Not Getting a F * ck، تقترح الكاتبة سارة نايت أن عليك التخفف من زحمة أفكارك عن طريق وضع قائمة بكل ما تفكر فيه بانتظام وتحديد أنماط تفكيرك التي لا معنى لها.
ابدأ بالمهام العاجلة أولا
قم بتقليص قائمة مهامك عن طريق اكتساب عادة القيام بالمهام الفورية التي تستغرق أقل من دقيقتين، كما تنصح بذلك المؤلفة جوشوا بيكر في كتابها The More of Less: Finding the Life You Want Under Everything You Own.
اجعل الحياة أسهل على ورثتك
تفصل مارغريتا ماغنوسون، في كتاب "The Gentle Art of Swedish Death Cleaning" مبادئ الـ döstädning، وهي التقاليد الاسكندنافية المتمثلة في إلقاء الأمتعة قبل الموت، بدلاً من ترك فرزها للأقارب المليئين بالحزن بعد الوفاة.
خفف صحنك لحياة أطول
في كتاب "Ikigai: The Japanese Secret to a Long and Happy Life"، يشرح المؤلفان هيكتور غارسيا بويغسيرفر وفرانسيسك ميراليس كيف أن تناول أجزاء بسيطة وصغيرة من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة يمد من عمر الإنسان.
تجاوز المادية باختيار الخبرات
يجادل جيمس والمان مؤلف كتاب Stuffocation، بأن علاج الغرق في الوفرة يكمن في احتضان التجارب وتعلم تقييم الذكريات أكثر من الاحتفاظ بالممتلكات المادية.
تجنب الكمال لتخفيف قوائمك
يمكن أن يؤدي الموقف التنافسي إلى تقويض جهودك بصفتك منظِّما، وهذا هو السبب في أن جيف ساندرز مؤلف "The Free-Time Formula" يدعو إلى التخلي عن عقلية الكمال لتبسيط جدولك.
قلل من اعتمادك على المال
يمكن أن تؤدي المشكلات المالية إلى قدر هائل من الفوضى العقلية وفقًا لمؤلفي كتاب "Minimalism" جوشوا فيلدز ميلبورن وريان نيكوديموس اللذان يقدمان نصائح لتبني نهج بسيط جذري لإدارة الأموال.
احصر نفسك في الأساسيات
في كتاب "The Power of Less"، يشرح المدون والمساعد الذاتي ليو بابوتا
"Leo Babauta" أنه من خلال تحديد المهام والمشاريع التي تعد ضرورية حقًا لتحقيق غرضك، يمكنك العيش بسعادة وإحراز تقدم ذي معنى في الجهود والأمور المهمة فعليًا.
*كاتب ومحرر.
ترجمة: عبير علاو.
تدقيق لغوي: مؤمن الوزان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق