صرحت المؤلفة المعروفة جودي بيكولت ذات مرة: "يمكنك دائمًا تحرير صفحة كُتبت بشكل سيئ، ولكن لا يمكنك تحرير صفحة فارغة." وفي عالم اليوم يمكن تطبيق ذلك لأقصى حد وبكل سهولة على المسودة الأولى للبريد الإلكتروني أو أي منشور في مواقع التواصل الاجتماعي أو رسالة إلى صديق. جميعنا يعرف النص الكتابي الجيد عندما يراه؛ نتعلم منه شيئًا، أو ينقل لنا معلومات بطريقة مقنعة، أو يحرّك مشاعرنا.
ولكن كيف يمكننا تحسين مهاراتنا الكتابية؟ أسهل إجابة: اكتب، واكتب، ثم اكتب أكثر. إذا كنت تنشد الكمال في الكتابة، فستجلس أمام صفحة فارغة إلى الأبد. مهارة الكتابة رحلة أكثر منها محطة. تخوض عبرها مغامرة، وأنت خلف عجلة القيادة، والمضمار أمامك. تتقدم خطوة تلو خطوة. بالإضافة إلى هذه النصيحة، يقدم الكاتب المستقل غِل جونز أكثر من خمس نصائح يمكن أن تساعدك في تحسين مستواك الكتابي.
نصيحة غِل الأولى في الكتابة : اقرأ يا عزيزي، اقرأ.
لا يمكن أن تكتب بشكل جيد إذا لم تكن تقرأ. نقطة انتهى. إن قراءة الغث والسمين تكشف لك أنماطًا مختلفة للكتابة وأشكالها ولغاتها وأنواعها. وتكشف لك مستويات كتابية أفضل من مستواك، وتساعدك على اكتساب عين نقدية للنصوص غير المؤثرة. تساعدك القراءة المنتظمة على توسيع مخيلتك وأسلوبك، وتساعدك على الارتقاء بأسلوبك من كتابة جملة قد تضرب في الساق إلى الضرب بين العينين. لقد علمني ستيفن كينغ أنه عندما تكتب، فليس المهم أن تشغل بالك بتركيب الجملة بل أن تتذكر جراحك. وعلمتني آنا لاموت أن أفضل نص تكتبه عندما تقذف مشاعرك في النص. فالمشاعر هي التي تصل إلى الناس. إذا كنت مجرد روبوت آلي، فاكتب لطلاب الهندسة. أما إذا كنت ذا مشاعر مبدع، فيجب أن تكتب لتحريك القلوب والكوكب ممتلئ بهم. لأن كل إنسان على البسيطة يشعر بشيء اليوم، ويحتاج أن يعرف أنه ليس وحده.
نصيحة غِل جونز الثانية: ابحث عن قرائن حمضك النووي الإبداعي في وسائل الإعلام، والهدوء!
شاهدت فيلمًا مؤخرًا؟ ما الذي جعلك تضحك؟ تبكي؟ تفكر؟ هل تحب الكوميديا؟ الأكشن؟ الدراما؟ الرومانسية؟ ما الذي يحرّك مشاعرك؟ أنا متأكد تمامًا أن لك وصلتك السلكية، وإذا عرفت كيف يمكن وصلها، فستقفز قفزة هائلة نحو ما تريد الكتابة عنه، وكيف تريد أن تكتب عنه. عندما تقرأ الكتب والمقالات أو تشاهد مقطع فيديو على اليوتيوب أو موجزًا... اسأل نفسك عما أصابك في الصميم. هل تجذبك الرياضة والمنافسة؟ مقابلات المشاهير؟ قناة فود نتوورك؟ سي إن أو فوكس نيوز؟ حمضك النووي يقول لك شيئا. استمع له، هل تنصت؟ معظم الناس الذين أعرفهم والذين يريدون أن يكونوا كتابًا لا يسمعون صوت الروح التي وهبها الله لهم وسط هدير حياتهم وسرعتها. من الصعب جدًا أن تسمع مركز عالمك الشخصي بداخلك وأنت جالس في الصف الأول من سباق دايتونا 500[1].
لنتفق على أمر: إذا لم يكن بوسعك أن تصمت، أو توفر الهدوء الكافي للاستماع إلى من تكون، فاخرج من مجال الكتابة، لأن البداية دائمًا تبدأ بك. إذا كنت مستعدًا وقادرًا على فعل ذلك، فانتقل إلى النصيحة الثالثة.
استقطع وقتًا للكتابة، كل يوم.
هل قال غِل جونز كل يوم؟ يا له من حالم! همم ... لستُ أتلعثم. أتذكر عندما جلست مع مدرّب الكتابة ديف في لقائنا الأول وقلت له: "ديف، لدي ما يقارب ساعة لشرب القهوة معك، أتحفني بشيء من علمك وانظر كيف سأصبح جوان ك. رولينغ!" نظر إلي مدة ثانية ليرى ما كنت أعنيه وقال: "أريدك أن تفعل شيئًا: اكتب. كل يوم فحسب. اجلس واكتب ما لا يقل عن ألف كلمة كل 24 ساعة. افعل ذلك مدة ثلاثة أشهر. وأرسل لي نسخة لما تكتبه بالبريد الإلكتروني كل يوم". وهكذا استيقظت في اليوم اللاحق وفكرت في الكتابة، ثم تقلبت حتى نفضتُ هذا الشعور. كنت جيدًا في ذلك. بعد أسبوع، أرسل إلي ديف وقال "أين نسختي من كتاباتك؟ بما أن الكتّاب -كما تعلم- يكتبون. سواء كنت تشعر برغبة أم لا، سواء كان لديك إلهام أم لا ... اكتب! إنتاج قليل خير من عدمه، وعندما تمارس الإنتاجية القليلة تتطور. لقد لعبت كرة السلة في فريق من الدرجة الأولى في التسعينيات، كنا نخرج كل يوم ونسدد الكرات على السلال، لأن هذا ما يفعله لاعبو كرة السلة. لا أحد ينام عن موعده. لاعبو كرة السلة المحترفون يلعبون كرة السلة. هذا التصميم الثابت يحرز التقدم. لذلك دعني أقول لك مرة أخرى. الكتّاب يكتبون! وهذا ما قد يدفعك بعيدًا. إذا كنت لا ترغب في القيام بذلك كل يوم، فخير لك أن تتصل بـ "هولمارك[2]" وتطلب منهم أن يطبعوا لك بعض البطاقات اللطيفة.
نصيحة غِل الرابعة: لا تضغط زر "الإرسال"... ليس بعد!
توقف قبل الطباعة! المسوَّدات الأولى تسمى مسوَّدات أولى لسبب. لأنها تُتبع بالمزيد. يجب أن يكون هناك أكثر من واحدة. بمجرد أن أنهي كتابة رسالة بريد إلكتروني أو منشور في الفيس بوك أو تويتر أو فصل من كتاب يمكن إرساله إلى الناشر... أذهب لأستحم أو لمشاهدة فيلم، أو مشاهد مباراة على التلفزيون. تعرفون المسوَّدة التي أنهيتها للتو؟ لا تنفك ترتد في ذهني، مثل عجينة طينية لنحات تُجهز لتكون تمثال داود بيد مايكل أنجلو. أو على الأقل هذا ما آمله! إذا لم أقم بهذا الإجراء، فإن نسختي النهائية تبدو وكأنها صلصال بيد طفلي البالغ عامين.
لذلك اذهب لنزهة... اغسل الصحون... خذ قيلولة... قبّل من تحب. هل تعرف الحال الذي تحاول فيه أن تتذكر اسمًا أو تسترجع شيئًا يسيرًا من الذاكرة ولا تستطيع، ثم تذهب لإعداد شطيرة زبدة الفول السوداني بالمربى ثم دون سابق إنذار... تتذكر؟! عندما تطفئ جزء التفكير في عقلك، تضاء صمامات اللا شعور واللا وعي. لذلك دعها تتوهج واذهب إلى عملك! عندما تعود إلى النص المكتوب بعقل منتعش، وعين جديدة يحين الوقت المناسب للتحرير. اقضِ وقتا ممتعًا معه! حرر وأعد الكتابة حتى يتدفق النص بسلاسة. إن قضاء بعض الوقت بعيدًا عن العملية الإبداعية قبل التحرير، يتيح لعقلك أن يستقر ويشتعل، ويعود للكتابة بعين ناقدة أكثر؛ مثل مايكل أنجلو…
وأخيرًا وليس آخرًا...
استخدم التكنولوجيا.
نتحدث أنا ورفاقي عن مهارة أو معلومة ما ونعرف أنها موجودة ونحتاجها في الوقت الحالي، فيبادر أحدهم عادةً ليقول : يوجد تطبيق لهذا! وينفجر رأسي! أندفع بحماس جدًا لأن ما أحتاجه في متناول لمسات من إصبعي. بما في ذلك التطبيقات التي تساعدك على تنظيم كتاباتك الأكثر تعقيدًا، وتلك التي تتيح لك الكتابة دون تشتيت، وتلك التي تساعدك على أن تكون أكثر إبداعًا. ابحث عن البرامج التي تناسب احتياجاتك في الكتابة. قد يشحذ هذا الأمر عقلك، وعندما تتملص الكلمة التي تستخدمها مثل قافزة أولميمبية على عمود، فهناك معاجم مرادفات متاحة على الإنترنت. توجد عشرات البرامج الرائعة المتوفرة على الإنترنت التي يمكن أن تساعد أي كاتب على تحسين كتاباته. وبما أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، فمن الجيد أن تستغل التكنولوجيا لتساعدك في تحسين كتابتك. لذلك، باشر الآن!
أوه ولا تنسَ أن الكتاب يكتبون. لذا ابدأ الآن. مغامرتك في الانتظار!
- غِل جونز: حصل على شهادة الأعمال من جامعة برادلي وماجستير من المدرسة اللاهوتية Western Seminary. وهو رجل أعمال أنشأ أكبر كنيستين في تاريخ كولورادو. يعمل حاليًا متحدثًا ومعلمًا ومؤلفًا عن موضوعات الحقيقة والصدمات والوعي الروحي. وهو أب لأربعة أطفال ويعيش في ماوي مع زوجته بيث. يمكنك رؤية المزيد من أعماله على الموقع gil-jones.com والتواصل معه على: info@gil-jones.com
- ترجمة: بلقيس الكثيري
- تدقيق لغوي: مؤمن الوزان.
[1] سباق دايتونا 500: سباق سيارات طويل المدى بطول 500 ميل، يقام سنويًا في دايتونا- فلوريدا.
[2] هولمارك كاردز: مؤسسة أمريكية لتصنيع بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق