المشاركات الشائعة

الخميس، 22 نوفمبر 2018

كلمة هيرمان هيسه في حفل النوبل بعد نيله جائزة نوبل للأدب سنة 1946م.



ترجمةمؤمن الوزان.



ولدتُ في كالف في بلاك فورست في الثاني من آب - 1877مكان والدي ألمانيًّا من البلطيق، أتى من إستونيا؛ وأمي ابنة فرنسي - سويسري من منطقة شفابنكان جدي طبيبا، وجدتي -أم أبيمبشرة درست الثقافة والتاريخ واللغات الهندية (إندولوجي). كان والديأيضا مبشرا في الهند مدة قصيرة، وقضت أمي بعض السنوات من شبابها في الهند وعملت في التبشير هناك

كانت طفولتي في كالف، تخللتها بعض السنوات في العيش في بازل (1880-1889). عائلتي مكونة من جنسيات مختلفة؛ الأمر الذي أضافلي الكثير من الخبرات أثناء نشأتي مع أناس مختلفين في بلدين وتعلمَّ لهجاتهم المحلية المختلفة

قضيت أغلب سنوات دراستي في المدارس الداخلية في فورتمبيرغ وبعض الوقت في الدراسة اللاهوتية الإكليريكية في دير مالبورنكنتتلميذا مجتهدا، جيدا في اللاتينية ومقبولا في الإغريقية، إلا أني فتًى غير مطيع أبدا، وهذه المشكلة الوحيدة التي واجهتها في مواجهةالتعليم الديني الذي يهدف إلى إخضاعك وكسر الشخصية المتفردةأردتُ بسن الثانية عشرة أن أكون شاعرا، بما أنه لم يكن هناك وسيلةمعتادة أو رسمية لهذا الأمر، واجهت وقتا عصيبا في اتخاذ قرار ما الذي سأفعله بعد التخرج في المدرسةتركت الدير ومدرسة النحو،وأصبحت ميكانيكيا مبتدئا، وبسن التاسع عشرة عملت في محل للكتب والتحف في توبنخين وبازلنشرت في نهاية سنة 1899 مجموعةشعرية صغيرة، أُتبعت بمنشورات صغيرة لم تحظَ بملاحظة أحد، حتى عام 1904 وراية بيتر كامنيتسيند التي كُتبت في بازل ونشرت فيسويسرا، وحضيت بنجاح سريعاعتزلت بعدها بيع الكتب، وتزوجت امرأة من بازل، أم أبنائي، وانتقلت إلى الريففي ذلك الوقت كانتحياة الريف بعيدة عن المدن والحضارة، وكان هذا هدفياستقررت بعدها في الريف، أول الأمر حتى سنة 1912 في غاينهوفين  بالقرب منبحيرة كونستانس، وبعدها بالقرب من بيرن، وفي الأخير في مونتانيولا بالقرب من لوغانو، حيث ما زلت أعيش حتى الآن.


 نشبت الحرب العالمية الأولى بعد أن استقررت في سويسرا سنة 1912، وكل سنة تأتي تجلب لي الكثير من الصراعات مع الجنسية الألمانية؛ومنذ أول احتجاجاتي الخجولة ضد العنف، تعرضت للهجوم المستمر واستلمت فيضا من الرسائل المسيئة من ألمانيابلغت الكراهية الألمانيةالرسمية ذروتها تحت حكم هتلر، عُوِّضت من خلال فوزي مع جيل من الشباب الذي آمن بقيم السلام والدولية، وبواسطة صداقة مع رومانرولان  التي استمرّت حتى وفاته، ومع تعاطف مجموعة من الرجال الذين آمنوا وفكروا مثلي حتى أولئك الذين يسكنون بعيدا في الهندواليابان.

اُعترف بي مجددا في ألمانيا بعد سقوط هتلر، لكن أعمالي التي مُنع بعضها من قبل النازيين والتي أحرقت خلال الحرب لم يُعد طبعها مجددافي ألمانيافي سنة 1923، تخليت عن الجنسية الألمانية ونلت الجنسية السويسريةبعد فسخ زواجي الأول عشت وحيدا لسنوات عديدة،وتزوجت بعدها مجدداووضع أصدقائي الأحمّاء منزلا في مونتانيولا تحت تصرفيأحببت السفر حتى عام 1914 ، غالبا ما سافرت إلىإيطاليا وقضيت مرة بضعة أشهر في الهند، لأترك السفر بعدها تماما، ولم أخرج من سويسرا لما يقارب عشر سنواتتمكنت من البقاء حيافي عهد هتلر والحرب العالمية الثانية إحدى عشرة سنة  قضيتها في الكتابة والعمل على رواية "لعبة الكرات الزجاجية"، الرواية المكونة منمجلدينبعد الانتهاء من هذا الكتاب الضخم، أصبت بمرض في العين وتفاقم أمراض كبر السن منعتني من الاستمرار في المشاريعالكبرى.            

من فلاسفة الغرب الذين تأثرت بهم كثيرا: (أفلاطون، وسبينوزا، وشوبنهاور، ونيتشه، وبالمؤرخ جاكوب بوركهارت). لكن هؤلاء لم يؤثروا فيَّ كمافعل الفلاسفة الهنود، وبعدها الفلسفة الصينيةكانت لي دائما علاقة حميمية وودودة مع الفنون الجميلة، لكن علاقتي مع الموسيقى كانتأكثر حميمية وإنتاجا، ووجدتُ تأثيرها واضحا في كتاباتيوأفضل أعمالي المميزة في نظري هي القصائد (المجموعة المختارة، زيورخ1942) وقصص كنولب (1915)، وديمان (1919)، وسيدهارتا (1922)، وذئب البراري (1927)، ونرجس وغولدمان (1930)، ورحلة إلىالشرق (1932)، ولعبة الكريات الزجاجية (1943)، ومجلد مذكرات يحوي الكثير من الأشياء الجميلة من سيرتي الذاتية الشخصية (كتبهيسه هذه المذكرات عن حياته منذ سنة 1937 حتى وفاته 1962)، ومقالاتي في المواضيع السياسية التي نشرت مؤخرا في زيورخ تحتعنوان الحرب والسلم (1946). 

أسالكم أيها السادة الرضا عن هذا العرض السطحي، لكن حالتي الصحية لا تسمح أن أكون أكثر شمولية.                                

ملاحظات عن سيرة هيرمان هيسه

هيرمان هيسه عاش ما بين سنوات (1877-1962)، حصل على جائزة غوته في فرانكفورت سنة 1946، وجائزة نوبل للآداب سنة 1946 وجائزة السلام لباعة الكتب الألمان سنة 1955. صدرت أعماله الكاملة في ستة مجلدات سنة 1952؛ وبسبعة مجلدات سنة 1957 واحتوتعلى مقالات وكتابات متنوعةكتاب التداعيات وهو مجلد للنثر المتأخر الذي كتبه، ومراسلاته مع الروائي الفرنسي رومان رولان التي طبعتعلى حدة


توفي هيسه في التاسع من آبأغسطس، سنة 1962.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

افتتاح موقع قرطاس الأدب

  افتتحنا موقع قرطاس الأدب ويمكنكم قراءة آخر مقالاتنا المنشورة عبر موقع قرطاس الأدب