المشاركات الشائعة

السبت، 29 ديسمبر 2018

حميد العقابي - محمد جواد.


شاعر وروائي وقاص عراقي، وُلد في مدينة الكوت عام 1956، غادر العراق عام 1982 مشياً على الأقدام إلى ايران عبر جبال كردستان، عاش في إيران ثلاث سنوات في معسكرات اللجوء (التي لم تكن تختلف عن أبشع المعتقلات حسب وصفه)، وخلال هذه المدة حاول الهرب إلى أفغانستان وتم القبض عليه من قبل "المجاهدين" ثم تم تسليمه إلى الشرطة الإيرانية ليلقى في السجن، استطاع بعدها السفر إلى دمشق بعد أن قام أحد أصدقائه بدعوته.
عاش في دمشق ستة أشهر، عانى فيها معاناةً تختلف عن معاناته السابقة، حيث عانى في تلك الفترة من الجوع والتشرد والنوم على الأرصفة، ثم بعدها غادر إلى الدنمارك بما يشبه المعجزة (على حد تعبيره).
لحميد قرابة عشرين عملا إبداعيا، عانى من صعوبة النشر ومن قلة انتشار أعماله في الدول العربية مثل معظم الكتاب العراقيين في تلك الفترة، استمر بالكتابة حتى فاجأه الموت بسكتة قلبية في الرابع من أبريل عام 2017 في مدينة فايله الدنماركية.
عن العراق وحروبه وأزماته يقول العقابي: "العراق، الحرب، صدام حسين.. هذه المفردات شكلت حياتي ولم استطع التخلص منها. أنا أقيم خارج العراق منذ 31 عاما ولكني ما زلت أحلم كل ليلة (تقريبا) بأني عائد إلى العراق وشرطة صدام السرية تطاردني في الشوارع، وأنا أركض والقذائف تتساقط بين ساقي، وحينما استيقظ أحمدُ القدر على أني أعيش بعيداً عن موتي بآلاف الأميال، حتى وإن كان مكان أقامتي موحشاً".
نشر العقابي خمسة دواوين شعرية هي "أقول احترس أيها الليلك" و"واقفٌ بين يدي" و"بم التعلل" و"تضاريس الداخل" و"حديقة جورج" ثم نشر بعدها تجربته السردية الأولى "أُصغي إلى رمادي" عام 2002 ثم نشر مجموعة قصصة بعنوان "ثمة أشياء أخرى" ثم ديوانا شعريا أسماه "الفادن"، ثم قام بنشر ثلاث روايات هي "الضلع" و"اقتفي أثري" و"القلادة". وبعد وفاته قامت زوجته بنشر بعضٍ من أشعاره الأخيرة تحت عنوان "القطار" وصدر عن دار ميزوبوتاميا عام 2017.
يقول العقابي في أحد أشعاره:
من أينَ جاءتْ نخلةٌ
في الأفقِ ؟
ها إني أراها عبْرَ نافذةِ القطارِ
أكاد ألمسُ عذقَها
بَرحيّةٌ
فرعاءُ
يقطرُ تمرُها
عسلاً على شفتيَّ
ألعقهُ
وأسمعُ شدوَ فاختةٍ
أضاعتْ أختها
في ليلِ كوبنهاجنَ الثلجيّ
لكنْ
كيفَ تنبتُ نخلةٌ في الثلجِ ؟
مَنْ ألقى النواةَ
أو الفسيلةَ ؟
أيّ ريحٍ حُمّلتْ من طلْعِ فحلٍ
من عراقٍ أعقمتْهُ الطائراتُ
وسَرْطَنتْهُ قذائفُ النوويّ
كيفَ ؟
ومَنْ ؟
.............................
.............................
كانَ القطارُ يمرُّ فوق البحرِ
بين جزيرتينِ
وأنني مازلتُ ألمحُ نخلةً في الأفقِ
فوقَ الماءِ
تُبحرُ في ضبابِ البحرِ
تتبعني
وتدنو
وجهُ أمّي
ضَوعُ فوطتِها
يلامسُ سعفُها هُدْبي
أهزّ بجذعها
..........................
..........................
لا شيءَ في كفّي
سوى جمرِ الشجَنْ


محمد جواد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

افتتاح موقع قرطاس الأدب

  افتتحنا موقع قرطاس الأدب ويمكنكم قراءة آخر مقالاتنا المنشورة عبر موقع قرطاس الأدب