المشاركات الشائعة

الاثنين، 3 ديسمبر 2018

كيف تعكس الكتب غير القصصية صعود حركة #MeToo



سبعة عناوين توضح جذور الحركة وتوجه إصبعها نحو المستقبل المعاد تعريفه.
بقلم: روبن كيرخوف
29 يونيو 2018

على الرغم من كل ما يصاحب مصطلح "النسوية" من التباسٍ وسوء فهمٍ شائع، فإن عام 2017 كان -بلا شك- عامًا مهما للمرأة بل لكل شخصٍ في هذا العالم بأجمعه، بعد مسيرة النساء التي عقدت في واشنطن في الحادي والعشرين من شهر يناير والتي على إثرها أعلنت مجلة التايم عن شخصية العام لعام 2017 وهم ما أسمتهم بِـ "The Silence Breakers of #MeToo" أي "محطمو الصمت التابعون لحركة #MeToo" وهم النساء والرجال الذين اتخذوا إجراءات ضد الرجال الأقوياء المتهمين بالتحرش الجنسي والاعتداء في عام 2017.
وحركة #MeToo كانت بدايتها حملةً شعبيةً انطلقت في عام 2016 على يد الناشطة الاجتماعية تارانا بيرك، والتي كانت تهدف من تأسيس هذه الحركة أن توفر منتدى وحلقة نقاشٍ خاصةٍ بالنساء اللواتي نجون من أي شكلٍ من أشكال العنف الجنسي.
في الخامس من أكتوبر لعام 2017 أطلق وسم #MeToo في وسائل الإعلام الرئيسة بعد أن ظهرت العشرات من ادعاءات الاعتداء الجنسي ضد منتج هوليوود هارفي وينشتاين والعديد من الشخصيات المشهورة والبارزة في مجالات الترفيه والأخبار والسياسة والتكنولوجيا.

يجب أن تكون نظريتك النسوية: أنا قضية هامة
Chimamanda Ngozi Adichie, Dear Ijeawele

قد يتساءل العديد من الأشخاص الآن: لماذا استغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يتحدث الناس عن مدى انتشار التحرش الجنسي والاعتداء على النساء؟
وللإجابة عن هذا السؤال سنستعرض بعضًا من الإصدارات والكتب والدراسات التي تشرح مدى كون هذا الموضوع متشابكٍ ومعقد.
ففي كتاب "الرجال يشرحون لي الأشياء" توضح ريبيكا سولنيت كيف تشوّه صورة المرأة بشكلٍ قاسٍ ومتعمدٍ في المجمتع بل كثيرًا ما تُنبذ النساء ويُوصفنَ بالهوس حين يتحدثن عن عدم المساواة أو الإيذاء الجنسي وقد يصل الأمر لأن يُتهمن بتقديم اتهاماتٍ باطلةٍ وكل ذلك ما هو إلا محاولةً من المعتدين لإبعاد الشكوك عنهم وإظهار أنفسهم كضحايا هذه المسألة.
وتدعم ذلك دراسةً أجراها مكتب النائب العام في المملكة المتحدة في عام 2013 والتي أوضحت إنه من بين إدعاءات الاغتصاب البالغ عددها 6551 تهمة التي حُقِّقَ فيها، كان هناك فقط 35 بلاغًا خاطئا وهو ما يعادل أقل من 1 في المئة.
وفي حال استمرارنا بإلقاء الشكوك على مصداقية المرأة في هذا الأمر، فإن العنف الجنسي سيستمر وستسكت ضحايا الاعتداء الجنسي تبعًا لذلك مما سيؤثر على التحكم بالأمر.
تغلغلت ثقافة الاغتصاب التي وُضِّحت من قبل حركة #MeToo في الإعلام ومجالات الترفيه، وعدت حقيقة تم التأكيد عليها في كتاب كيت هاردينغ "Asking for It" الذي يوضح أن الإعلام السائد والأفلام الإباحية يسعون لتطبيع العنف الجنسي إلى الحد الذي يجعلهم يقللون من حجم التجارب المروعة التي يتعرض لها الضحايا الفعليين.

"أنا لا أقول إنه خطأها، لكن (سبب إنه خطأها) الانصياع إلى ردات فعلٍ مستندةٍ إلى قصصٍ عن العنف الجنسي" كيت هاردينج Asking for Il.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعاني حوالي 35 % من النساء في جميع أنحاء العالم من عنفٍ جسديٍ أو جنسي في حياتهن، وهذا ما يعادل امرأة من كل ثلاث نساء، ويزداد هذا العدد بنسبة 83.1%، عندما نتحدث عن النساء السود استنادًا إلى المعلومات التي ذكرتها كل من روكسان غاي في كتابها "النسوية السيئة Bad Feminist" ولورا بيتس في كتابها Everyday Sexism.
ومؤلفة الكتاب الأخير، تشبه إلى حد كبير تارانا بيرك وحركة #MeToo في أنها استخدمت الإنترنت لإلقاء الضوء على الاعتداء الجنسي الموجود في كل أنحاء العالم والذي لا يُبلَّغ عنه غالبا، كما أنشأت بيتس موقعًا على شبكة الإنترنت لأولئك الذين تعرضوا لأي اعتداءٍ جنسيٍ بغض النظر عن جنس الضحية حيث يشاركون تجاربهم ويستفيدون من عدة أمور تعالج هذا الأمر.

"الاغتصاب ليس ممارسة جنسية، كما أنه ليس ردة فعلٍ لانجذابٍ مفاجئ لا يمكن التحكم به جراء رؤية امرأةٍ ترتدي ثوباً ضيقا، بل هو في حقيقته عملٌ من أعمال القوة والعنف"
- لورا بيتس Everyday Sexism

إنَّ الوسائل التقنية المذكورة آنفا كالمواقع الإلكترونية والوسم الالكتروني -الهاشتاق- تستجلب الاهتمام إلى معاناة الضحايا وتجعل أصواتهم مسموعةً بدلاً من تركها في غياهب النسيان، فعوضًا عن التشهير بالضحايا يتوجب علينا فهمهم والإحساس بألمهم ومعاناتهم وتخفيفها، ونتجنب إثر ذلك الإساءات والمضايقات ذات النتائج السلبية والتي تناولتها روكساي غاي في كتاب مذكراتها الذي حمل عنوان"Hunger" فقد سقطت في حلقة من العلاقات المسيئة وزيادة الوزن، بعد تعرضها للاغتصاب عندما كانت مراهقة صغيرة، وفي انعكاساتها وآرائها العميقة حول ما حدث، تنوح روكساي غاي تجاهل المجتمع وإهماله لأولئك الذين تعرضوا لإساءاتٍ وحالات اغتصاب، فإذا صدق المجتمع قصص الضحايا من دون أية أحكامٍ سابقة وتفهم الأسباب التي سببت الصدمة لتلك الأرواح الجريحة فهذا سيقودنا إلى فهم أفضل لسبب عدم فعالية الأنظمة الغذائية والعلاجات للضحايا الذين لا يتلقون الدعم الكافي من المجتمعات.

"يرى الناس أجسادًا كأجسادهم ويقومون بافتراضاتهم بناءً على ذلك، فهم يعتقدون أنهم يعرفون سبب شكل جسدي الحالي لكنهم في الواقع لا يعلمون شيئًا"
- روكسان غاي "Hunger"

وقد أطلقت Chimamanda Ngozi Adichie مؤلفة كتاب "يجب أن نكون جميعًا نسويين We Should All Be Feminists" اقتراحًا يدعو إلى التغلب على المفاهيم الخاطئة عن النسوية، والاعتراف بأن علينا جميعًا اتخاذ إجراءات أكثر من أجل القضاء على التحيزات اللا شعورية المبنية على الجنس المتأصلة بعمق في النفس دون أن يشعر صاحبها، وهذا الأمر يتطلب وجود مناقشاتٍ مفتوحةٍ دقيقةٍ وذات مغزى حول موضوع عدم المساواة بين الجنسين وموضوع قوة المرأة -وهو أمر على سبيل المثال تقوم حركة Time’s Up المصاحبة لحركة #MeToo بالتخطيط لتنفيذه هذه الآونة-. 
يمكن العثور على الإلهام من أجل التغيير في النشاطات الاجتماعية وحملاتها، وكذلك في العديد من الكتب الرائعة التي تُظهر أن التمييز الجنسي ضرره ليس على النساء فقط بل على المجتمع كليا، فمن المهم في هذه الآونة أكثر من أي وقتٍ مضى أن ندعو الجميع من الجنسين للانضمام إلى حوارات المساواة بين الجنسين والوصول إلى نتائج تساعدنا على مكافحة التحرش والتمييز الجنسي.
كما أنه يجب علينا أن نغرس في الأطفال حس الدفاع عن النفس والصراخ لطلب النجدة حين يتعرضون لأي سلوكٍ مؤذٍ أو جنسي، فتقترح Ngozi Adichie في آخر إصداراتها Dear Ijeawele وفي كتابها الآخر A Feminist Manifesto in Fifteen Suggestions بضرورة تنمية الوعي النسوي عند الأطفال وتربيتهم في بيئةٍ آمنةٍ تتيح لهم -الذكور والإناث- اختيار توجهاتهم في الحياة وفق خياراتٍ عدةٍ صحيحة، وأن نربيهم على أن يكونوا لطيفين دومًا، مهتمين بأنفسهم وبالآخرين ونابذين بشدةٍ كل أشكال التمييز والتعصب.
مما سبق يتضح لنا أن عام 2017 كان عامًا قويًا لحركة #MeToo، وهذا يدفعنا لأن نأمل أن يكون 2018 عامًا أكثر قوةً ومحفزًا للتغيير.


ترجمة: عبير علاو.
التدقيق اللغوي: مؤمن الوزان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

افتتاح موقع قرطاس الأدب

  افتتحنا موقع قرطاس الأدب ويمكنكم قراءة آخر مقالاتنا المنشورة عبر موقع قرطاس الأدب